محتويات المقال:
- تعريف الخوف
- هل الخوف طبيعى أم مكتسب؟
- تأثير الخوف على الإنسان
- طرق التغلب عللى الخوف
- تحرر من مخاوفك إلى الأبد
* تعريف الخوف: يعرف الخوف بأنه ردة فعل طبيعي، وشعور ينتاب الإنسان عند تعرضه لموقف أو شيئ ما يجعله يشعر بالخطر، وقد يكون هذا الخوف مفيد فى بعض الأحيان فيحفظ بقاء الشخص آمنا" بعيدا" عن الخطر فى حال إذا كان هناك شيئا" يمثل له خطرا" حقيقيا"، وقد يكون هذا الخوف فى غير محله أو مبالغ فيه فيضر بالصحة النفسية للفرد.
* هل الخوف طبيعى أم مكتسب؟
ويعتبر الخوف من المشاعر المكتسبة، فلا يوجد إنسان يولد ومعه مخاوفه ولكنه يكتسبها مع مرور الزمن، ومن خلال التعرض للمواقف المختلفة تتكون لديه المخاوف من أشياء معينة،فيمكن أن تكون من أشياء حسية كالخوف من الحيوانات ( كالقطط والكلاب والزواحف ) ويمكن أن يكون من أشياء غير ملموسة:( كالخوف من الظلام والمرتفعات )الخوف من المستقبل أو الفشل أو الموت أو الأشياء المجهولة ويعتبر (الخوف من التحدث أمام الجمهور) هو أكثر المخاوف شيوعا" بين الناس ويأتى فى المرتبة الأولى من المخاوف.
* أثر الخوف على الشخص:
من الطبيعى أن يصيبنا الخوف جميعا" فى بعض المواقف وهو شيئ مفيد وصحى إذا كان بالقدرالذى يحافظ على حياة الإنسان ويحميه من حدوث خطر حقيقى يشكل تهديدا" له فيكون الخوف فى هذه الحالة مطلوب لحماية الإنسان والحفاظ على أمنه.
ولكن إذا خرج هذا الخوف عن السيطرة وأصبح شعور مبالغ فيه أو سلوك فى غير محله، أو تطور الخوف لدى الشخص حتى أصبح أسلوب حياة، فأنه يعتبر فى هذه الحالة مرض يستوجب "العلاج النفسي"لأنه يؤثر سلبا" على حياة الشخص ويمنعه من العيش بسلام ويحد من قدرته على النجاح والتقدم ويقف حائلا" بين أستقراره النفسي وسعادته.
* كيف يؤثر الخوف سلبا" على الإنسان؟:
عندما تصبح مشاعر الخوف والقلق ميالغ فيها وغير معروفة المصدر، فقد يشير ذلك إلى وجود بعض الأضطرابات النفسية (كأضطرابات القلق والهلع- أضطراب ما بعد الصدمة - الرهاب الإجتماعى).
كيف تتخلص من الخوف والقلق نهائيا": فى هذا المقال سوف تتعرف على أهم الطرق التى تساعدك على التعامل مع الخوف، وبعض الأساليب التى تعينك على التخلص من الخوف والقلق نهائيا" والتحرر من المخاوف المتزايدة وأنواع القلق اليومى الذى يسبب التشتيت لتتمكن من العيش بسلام، وتنعم بحياة هادئة مستقرة.
9 طرق للتغلب على الخوف:
1- تقبل الخوف:
الشعور بالخوف عادة ما يكون نتاج لحالة الإنزعاج والرفض الذى يشعر بها الفرد تجاه حدث أو موقف معين،مما يؤدى إلى تفاقم مشاعر القلق من حدوث ذلك الشيئ الذى يخشى الإنسان وقوعه.
والحل يكون أولا" بمواجهة هذه المخاوف بشجاعة والأعتراف بها وتقبلها، والتعايش معها كجزء أساسي من الحياة، بدلا" من تجنبها والهروب منها ، وهى الخطوة الأولى للتغلب على المخاوف حيث تجعل الشخص جاهزا" ولديه الأستعداد لحدوث ذلك الشيئ فى أى وقت والتعامل معه، وبالتالى يتلاشي التأثير السلبى للخوف ويتبدد شبحه المرعب.
2- فهم مشاعر الخوف:
أن يدرك اإنسان أن الشعور بالخوف والقلق هو أمر طبيعى وضرورى- فى حالة إذا كان الموقف يستدعى ذلك عند مواجهة التحديات والمشكلات الكبيرة التى يشعر أمامها بالتوتر والقلق، وعندها يجب تذكير النفس أنها مشاعر طبيعية ستمر سريعا" ولا ينبغى القلق بشأنها ، بل أن هذه المشاعر فى بعض الأحيان تكون أمر إيجابى وحافز قوى لمواجهة المواقف الصعبة وتخطيها والتغلب على العقبات والتحديات المختلفة.
ومن خلال تفهم مشاعر الخوف وتقبلها يكتسب الفرد القدرة على مواجهة الأحداث والمواقف الصعبة بشجاعة وتحدى، مما يعزز من ثقته بنفسه وقدراته وشعوره بالأنتصار على مخاوفه السلبية ،ويصبح أكثر قوة ومرونة فى مواجهة الشدائد.
3- جمع المعلومات والتثقيف الذاتى:
غالبا" ما يخاف الناس الأشياء التى يجهلونها ولا يعلمون الكثير عنها، فمن الممكن أن يخاف الإنسان من شيئ أضعف منه بكثير ولكنه يجهل ذلك،لذا كان من الأفضل جمع المعلومات عن الشيئ الذى يخيف الشخص حتى تتضح الرؤية لديه.
ويساعد التثقيف وجمع المعلومات فى رؤية الأمور على حقيقتها إستنادا" على الحقائق والمعلومات، وليس بناء على التخمينات والتوقعات، فكثير من المخاوف غير واقعية وعبارة عن (أوهام وتخيلات) فى عقل الشخص فقط وليس حقيقية.
4- التمرن والتدرب:
يحتاج الإنسان إلى التدرب والتمرن على الأمور التى يخشى التعامل معها،بدلا" من مواجهتها بشكل عاجل قد يأتى بنتائج عكسية، خاصة إذا كان الخوف سببه الكائنات الحية والأشياء المجهولة والتصورات المستقبلية.
مثال على ذلك: إذا كان الفرد يخشى من التحدث أمام الجمهور فيمكنه إستخدام عملية (التدريب) فإن تدربه على ذلك الأمر يساعده على كسر حاجزالرهبة و الخوف من التحدث أمام الناس: ويمكن القيام بالتدريب على ذلك على النحو التالى:
- يتدرب أولا" على التحدث أمام المرآه يوميا" لمدة خمس دقائق.
- يبدأ فى التحدث أمام الكاميرا ويقوم بتسجيل الحديث ومشاهدته وملاحظته.
- القيام بتعديل الخطاب وتصحيحه وأكتشاف نقاط الخطأ وتعديلها حتى يخرج بالشكل المرغوب.
- التدرب على التحدث أمام أفراد العائلة والأصدقاء.
- الإنتقال إلى التدريب على إلقاء كلمة أوخطبة أمام زملاء العمل، وهكذا حتى يتمكن من الإعتياد على القيام بالأمر،ويصبح أمرا" عاديا" لا يشكل له أى شعور بالخوف أو التوتر. أقرأ مهارات التحدث أمام الجمهور.
5- التخيل الإيجابى:
وهى طريقة جيدة تساعد بشكل كبير فى السيطرة على مشاعر الخوف والتحكم فى الأفكار السلبية الناتجة عنه- فبإستخدام القدرة على التخيل يستطيع الفرد أن يتخيل إمكانية مواجهة المخاوف وتلاشيها من خلال إستبدال الفكرة السلبية عنها بفكرة إيجابية.
والتخيل الذهنى يعمل على شحن طاقة الجسم ويجعله تابعا" مسيرا" للنجاح من خلال عملية تخيل الفرد أنه ينتصر على مخاوفه ويهزم شعور الخوف،فيحقق ذلك الأمر بالفعل فى الواقع ويصبح حقيقة.
6- الكتابة:
من خلال الكتابة يقوم الشخص بالتعبير عن مخاوفه تجاه أى شيئ ، ويقوم بتفريغ الطاقة السلبية من خلال :
- كتابة المشاعر السلبية على شكل حروف وكلمات تساعد على تحريرها،والتخلص منها من خلال تمزيق الورقة أو حرقها.
- كتابة خطة عملية لمواجهة الخوف فى صورة خطوات يتم الإلتزام بها ومن ثم القيام بخطوات أكبر تدريجيا"تمكنه من تحطيم مخاوفه بشكل فعلى.
- كتابة الأشياء التى يشعر الإنسان بالإمتنان لوجودها.
- يمكن للفرد أن يكتب أسوأ سيناريو يتوقع حدوثه، أويخشى وقوعه وأن يدرب نفسه على تقبله وكيف سيتعامل معه لو حدث بالفعل
- كتابة الصفات الجيدة التى يتحلى بها الفرد فى مواجهة هذا السيناريو مثل (الشجاعة والصبر والقوة والمرونة) أمام الأحداث.
7- تمارين التأمل والتنفس:
تساعد كثيرا"جلسات التأمل والتنفس الصحيح على الشعور بالأسترخاء والتخلص من الخوف، حيث يساعد على تهدئة النفس والشعور بالراحة والسكينة ومن ثم إعادة النظر فى تلك المخاوف بشكل أكثر عمقا مما يعمل على تخفيف حدة القلق والتوتر المصاحب لتلك المخاوف.
8- إعادة برمجة العقل الباطن:
وتعنى إعادة النظر فى الأشياء التى يخاف منها الإنسان، فأحيانا" يقوم الشخص بتضخيم الأمر وهو فى الحقيقة ضئيل لا يستحق الخوف منه، وأحيانا" يكون الخوف من المشكلة أكبر بكثير من المشكلة ذاتها، ويعد التفكير بشكل مختلف فى الأمور التى تسبب الخوف وتعزيز الثقة بالنفس يجعل الشخص أكثر عقلانية وإيجابية فى التعامل مع مصادر الشعور بالخوف بالنسبة له.
وعلى ذلك فإن إعادة برمجة العقل الباطن، وإعادة صياغة الأمور فى حجمها الطبيعى يقلل كثيرا" من حجم المخاوف لدى الفرد كما أن إعادة التفكير فى الأمور بشكل أكثر مرونة يجعل من الأمور الصعبة أمر مقبول كتقبل الفشل مثلا" لا يمنع الشخص من الإستمرارية وتكرارالمحاولة وتجربة أشياء جديدة يدمر فكرة الخوف من الفشل ويحقق النجاح.
9- العلاج النفسي:
وهو الخيار الأخير الذى يمكن أن يلجأ إليه الفرد فى حال إذا كانت مشاعر الخوف والقلق مبالغ فيها ودون سبب واضح، يكون فى هذه الحالة ( أضطراب نفسي) يتطلب مراجعة أخصائى الصحة النفسية، ويتم التعافى منه من خلال الإستجابة لطرق متنوعة من العلاج
( كالعلاج السلوكى المعرفى والعلاج بالتعرض ).ومن خلال جلسات العلاج وتطبيق بعض التقنيات العلاجية للتغلب على الخوف والرهاب والقلق النفسي يتعلم الشخص كيف يتجنب أسلوب الرفض والهروب وكسر حاجز الخوف لدى النفس.
* تحرر من مخاوفك إلى الأبد:
إن مواجهة المخاوف والتغلب عليها والتخلص من القلق والتوتر هى أولى خطوات الثقة بالنفس وتطويرالذات، وتحقيق النجاح فى الحياة بشكل عام.
تعليقات
إرسال تعليق
هل كان مفيدا؟أ أكتب نعم أو لا