جميعنا بلا أستثاء أصابتنا تلك المشاعر السلبية التى تظهر فى صورة حزن أو ألم وفى وقت ما شعرنا بالتوتر والقلق و الحزن فى وقت ما من أوقات حياتنا، وليس هناك منا لم يكن يوما" ضحية للشعور بالضيق ولا يوجد إنسان على هذه الأرض لم يتذوق شعور الحزن ولو لمرة واحدة على الأقل، وفى الواقع أن كل تلك المشاعر هى جزء أساسى من بشريتنا، وهى مشاعر طبيعية ولكن ياتى الضرر من زيادة حدة تلك المشاعر عن الحد الطبيعى وخروجها عن السيطرة ، وإستمرارها لفترة طويلة قد يدمر حياة الشخص ويمنعه من العيش بسلام وسعادة ويعيقه عن تحقيق أهدافه.
وقد تبين أن غالبية المشاعر المؤذية التى يعانى منها الأفراد تنحصر فى شيئين أساسين:أما حسرة وندم على الماضى أو خوف وقلق من المستقبل.ومن ثم نتعرف فى هذا المقال بشكل أكثر قربا" على حقيقة الحزن وكيفية التعامل مع هذا الشعور وتقبله وكلما تدربنا أكثر على التعامل مع شعور الحزن، كلما تمكنا من العيش بشكل أفضل وأكتسبنا مرونة التعامل مع مشاعرنا السلبية وكيفية السيطرة عليها والتحكم فيها.
* أسباب الشعور بالحزن :
- يشعر الفرد بالحزن نتيجة التعرض لضغط نفسى شديد أو التعرض للظلم أو بسبب حدوث مواقف وأمور خارجة عن إرادته تؤثر عليه بشكل مباشر وسلبى، كالشعور بالألم نتيجة فقدان شخص عزيز يسبب له الشعور بالصدمة وعدم تقبل الأمر وغيرها من المشاعر المؤلمة التى قد يتعرض لها أحد أفراد الأسرة.
- عندما يفشل الشخص فى تحقيق أهدافه أو تحقيق النجاح فى حياته بشكل عام، وعندما لا يتمكن من تلبية أحتياجاته الشخصية كالحاجة إلى الحب والأنتماء والتقدير الذاتى والرضا وغيرها من المشاعر التى تحقق له الإستمتاع والرضا عن حياته.
- قلة الأيمان وبعد الإنسان عن ربه، والتركيز المستمرعلى الأشياء المادية وعدم تحقيق التوازن فى جوانب حياته المختلفة ومنها الجانب الروحانى الذى يمنح الإنسان الطمأنينة والشعور بالسلام النفسى والسكينة والرضا والثقة بألله فهو درع قوى لمواجهة أى شعور سلبى قد يطرأ على النفس.
* الأثار المترتبة على الحزن:
- يرجع العديد من الأطباء الكثير من الأمراض التى تصيب الأنسان، سواء النفسية أو العضوية إلى الشعور بالحزن وعلى رأسها أمراض القلب والجلطات وضغط الدم والسكرى.
- الكثير من الألام الجسدية كألام الظهر والرقبة والمفاصل والصداع المستمر، كما يؤدى إلى ضعف الأعصاب والشعور بالتنميل والتخدير فى الأطراف.
- ومن الناحية النفسية يؤثر الحزن كثيرا" على الصحة النفسية ويظهر ذلك فى صورة فقدان للطاقة اللازمة للقيام بعمل أى شيئ والأنسحاب من الأنشطة الإجتماعية التى تتطلب تفاعل وإيجابية،وأحيانا" تمتد حالة الحزن الشديد عند الشخص للشعور بالذنب وإنعدام التقدير الذاتى.
- يؤثر على القدرة الإنتاجية للفرد وإنجاز الأعمال نتيجة لحالة فقدان الشغف وعدم القدرة على الأستمتاع بأى شيئ فى الحياة وعدم القدرة على مواصلة أى نشاط أو الإستمرار فيه.
- الشرود الذهنى وعدم التركيز والقلق النفسى المستمر والشعور الدائم بالتعاسة واليأس.
- الخوف من المستقبل والأستسلام للأفكار التشاؤمية التى تؤدى إلى فقدان الثقة فى النفس وفى الآخرين.
- الأكتئاب وهو مرض نفسي خطير،ينتج عن إستمرار حالة الحزن عند الفرد لفترة طويلة من الزمن وعدم قدرته على التغلب عليها وتؤدى أحيانا" بالشخص إلى أن يفقد رغبته فى الحياة،ربما يدفعه إلى التفكير فى أذية النفس او التفكير فى الأنتحار.
* كيف تواجه حزنك: حان الوقت لتحرر نفسك من آلام الماضى وسجنه وتتخلص من الحزن والضيق والشعور بالتعاسة،وتبدأ حياة جديدة خالية من القيود التى تمنعك من العيش كما يجب وكما تحب.... الآن ضع يدك على الأسباب الحقيقة للحزن، ثم أسأل نفسك لماذا أنا حزين؟ ربما تجد أنها أسباب واهية ولا تستحق أن ترهق نفسك بالتفكير فيها.وهناك بعض الأشياء التى سوف تساعدك كثيرا" فى التغلب على هذا الشعور:
5- أشعر بالرضا: كن قادرا" على تطبيق مبدأ الرضا فى حياتك تجاه الأمور الخارجة عن سيطرتك، عليك أن تتقبل حياتك وذاتك وتؤمن بالقدر خيره وشره وأن تتعامل مع الأحداث بمرونة فإذا رضيت بواقعك وإنِ كان صعبا"فأنت فى راحة وطمأنينة، وإن رضيت بواقع جيد فسوف يكون الوضع أكثر سعادة بالنسبة لك وفى الواقع فإنك لا تعلم على وجه اليقين إذا كان الأمر الذى تراه خيرا" هو بالفعل خير ويحمل لك الخير أم هو طريق للشقاء وأنت لا تعلم.
تعليقات
إرسال تعليق
هل كان مفيدا؟أ أكتب نعم أو لا