القائمة الرئيسية

الصفحات

الذكاء العاطفى والذكاء الأجتماعى

صورة الذكاء العاطفى والذكاء الأجتماعى


 أولا" الذكاء العاطفى: يعتمد الذكاء العاطفى على الفهم العميق لمشاعر الذات والآخرين، وهو فن التحكم وإدارة المشاعر لدى الفرد الذى يبرز قدرته على التعامل الصحيح مع نفسه ومشاعره وتوجهاته العاطفية والوجدانية،والقدرة على فهم المشاعر الذاتية وإستخدامها لتوجيه السلوك والأفكار، وأمتداد لصنع وتكوين علاقات قوية وناجحة مع أفراد البيئة المحيطة... فالذكاء العاطفى يبدأ من داخل الشخص ويتجه نحو الخارج للأفراد المتعاملين معه ،وهنا يسمى الذكاء الأجتماعى الذى يركز على بناء العلاقات الإجتماعية والدبلوماسية مع الآخرين،فالذكاء الأجتماعى يعتبر جزء من الذكاء العاطفى.

أسس الذكاء العاطفى:

1- إدراة المشاعر وهى تبدأ بملاحظة أفكارك وإدراكك لها ،وتبنى الأفكار الإيجابية فى تفسير المواقف والأفعال من حولك، فلا تبالغ فى تفسير الأحداث وتتعلم أن تتحكم فى عواطفك ومشاعرك وتجعلها متوازنة، ويتم ذلك عن طريق تحليل الأفعال والتصرفات بطريقة أخرى أكثر إيجابية ورؤية الأحداث من زاوية أخرى مختلفة ، فعلى سبيل المثال: إذا تأخر الإبن الشاب عن موعد عودته للمنزل فإن الأم سوف تفسر الأمر على أنه هناك مكروه أو شيئ سيئ حدث له ، ونتيجة لذلك فسوف يصيبها القلق والتوتر وتزداد ضربات قلبها ومشاعرها السلبية، وسوف تظل تضع تفسيرات مخيفة، وسيناريوهات مفزعة بسبب تأخير أبنها.ولكنها إذا قررت أن تتبنى التفكير الإيجابى فسوف تطرد كل فكرة سلبية من ذهنها، وتفسر الأمر بشكل إيجابى وسوف تضع تفسيرات منطقية لتأخير أبنها على أنه ربما يكون زحام فى المرور، أو مقابلته لأحد أصدقائه أو توقفه لشراء شيئ معين، وهكذا سوف يمنحها مشاعر متوازنة وهادئة ويجنبها التوتر والقلق.وبذلك فأن الشخص الذكى عاطفيا"هو الذى يستطيع إدارة مشاعره وإنفعالاته بشكل سليم، ويعطى تفسيرات مختلفة لنفس الموقف ولا يبالغ فى ردود أفعاله، ومشاعره السلبية تجاه الأحداث.

2- التحكم فى المشاعر السلبية: فالشخص الذكى عاطفيا" هو الذى يستطيع ان يتعامل مع المشاعر السلبية كالخوف من شيئ معين أو القلق أو الغضب ومشاعر الأستفزاز من خلال تنظيمها وتوجيهها بشكل صحيح، وذلك بأن يقوم الشخص بصرف تركيزه عن الموقف السيئ الذى يواجهه، وبالتالى يستطيع تحويل مشاعره من سلبية إلى إيجابية وأيضا" يتعلم كيفية التعبير عن المشاعر بطريقة مناسبة ، فأذا كان الشخص يعانى من فوبيا أو خوف من شييء معين فهو يحتاج إلى التعرف أكثر عن  هذا الشيئ الذى يخيفه وحقيقته وتأثيره عليه فربما إذا عرف حقيقته فلن يخاف منه بعد ذلك ويتعامل معه بوعى وحكمة.

3- ضبط الإنفعالات: وهو أن يتجنب الشخص إتخاذ قرارات خاطئة تحت تأثر إنفعال معين أومزاج مضطرب فيعطى المشكلة أكثرمن حجمها الحقيقى ، ويشعر بالندم بعدها ، فيتمكن من فهم المواقف بشكل حيادى وضبط الانفعالات تبعا"لها فربما الموقف لا يستدعى الغضب ، ويتطلب روية وحكمة.

ثانيا"الذكاء الإجتماعى: 

صورة الذكاء العاطفى والذكاء الأجتماعى


وهى تعنى قدرة الانسان على إدارة العلاقات الإجتماعية بمهارة وبناء علاقات قوية وناجحة مع الأفراد ، وهوشخص يمتلك مهارات التواصل الفعال مع الآخرين ،ولديه القدرة على تحسين العلاقات المتوترة والمعقدة والقدرة على التكيف مع البيئات المختلفة بمرونة وسلاسة.

خصائص الذكاءالأجتماعى:

1- تفهم مشاعر الأخرين ودوافعهم وإحتياجاتهم ، والتعاطف معهم فيخرج من دائرته الذاتية ويقوم بالتركيز وتفحص العلاقات ويضع نفسه مكان الطرف الآخر بدل من التسرع فى إصدار الأحكام، من أجل إبقاء علاقات ودية دائمة ومستمرة.

2- النجاح فى بناء وإدارة العلاقات وتطويرها من خلال حسن التعامل مع الأخرين وتقديم المجاملات والإنصات الجيد وأختيار لغة حوار مناسبة مع الطرف الأخر الذى يستطيع أن يفهمها، والتفكير فيما يجب قوله وما لا يجب قوله ، لتجنب إحراج الآخرين أو جرح مشاعرهم.

3- القدرة على التفاوض وحل المشكلات، وإستخدام أستراتيجية الحلول الوسطى من خلال تقريب وجهات النظر والوصول إلى نقاط مشتركة مع الطرف الآخر، وعدم فرض الرأى بالقوة والقدرة على شرح الأفكار بطريقة مبسطة ،وأستخدام لغة جسد جيدة للتعبير، وأحترام وجهات النظر الأخرى.

4- فن التعامل مع الأفراد عن طريق تحليل وفهم شخصياتهم وبيئتهم وثقافتهم، من أجل فهم دوافع السلوك لديهم وبالتالى إختيار أسلوب التعامل الملائم لهم ، فأحيانا" يكون التحفيز السلبى وأستخدام قليل من الشدة فى التعامل هو أسلوب جيد لتعديل سلوك سيئ أو إنذار لتحريك شخص ما وتحفيزه على العمل والنشاط، فى حين أن إستخدام أسلوب لين وهادىء يكون مناسب أكثرلشخص أخر من أجل تشجيعه وتحريك نشاطه أكثر من غيره.

5- القدرة على التصرف فى المواقف المختلفة بما فيها المواقف المحرجة والخروج منها بحكمة وذكاء ، وقد يعرف هذا الشخص بهذه الصفة بأنه شخص دبلوماسى وهو الذى لا يغضب عندما ينتقده أحد وإنما يتعامل مع الأمر بتقبل ورضا.

6- تنمية المهارات الإجتماعية وتشمل القدرة على العمل ضمن فريق، وإظهار روح التعاون، والأستفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم والأنفتاح على التغيير وتقبل الأفكار الجديدة والمرونة فى المناقشات.


صورة الذكاء العاطفى والذكاء الأجتماعى

تعتبر مهارة الذكاء الأجتماعى أكثر أهمية من الذكاء المعرفى الذى يساعد على زيادة التحصيل الدراسي وهو مهارة مكتسبة يمكن التدريب عليها، يستطيع الشخص الذى يتمتع بالذكاء العاطفى أو الأجتماعى أن يكون شخصا" محبوبا"ممن  حوله، ولديه القدرة على تكوين صداقات قوية وأن يحقق أهداف عالية وراقية أكثر من الأشخاص الأذكياء بالفطرة، وسوف يحظى بصنع علاقات رائعة مع الأفراد من حوله.


تعليقات