تتنوع شخصية الأنسان وتختلف من فرد لآخر،ويمكن أن تتأثر بعدة عوامل مثل العوامل الوراثية ،بحيث يرث الأنسان شخصية أحد أبويه، ويمكن أن تكتسب من خلال نشأته فى بيئة معينة فيكتسب منها صفات يمكن أن تساهم بشكل كبير فى تكوين سلوكه وشخصيته. ومعرفة أنواع الشخصية تفيد فى تفسير وفهم سلوك الأفراد و تحليل ردود أفعالهم فى المواقف المختلفة- كما تفيد فى معرفة نقاط القوة والضعف فى كل شخصية ،ومعرفة مجالات العمل المناسبة لكل شخصية.
وفيما يلى نستعرض أهم أنواع الشخصية فى علم النفس:
1- الشخصية الأنطوائية: هو الشخص الذى يفضل العزلة،والأنفراد بنفسه،ولا يميل للأختلاط بالمجتمع وصنع العلاقات الأجتماعية، يحب الهدوء والأنعزال عن الآخرين،لأنه يكون أكثر أبداعا" وتركيزا"فى الأجواء الهادئة ويكره الأجوا ءالصاخبة لأنها تسبب له التوتر والتشتيت،وهو يجد راحته من خلال أنفراده بذاته ويستطيع أن يفكر بشكل أعمق، لا يفضلون العمل الجماعى، ويحبون العمل بشكل منفرد ويكونون أكثر طاقة وحماس خلال تأدية المهام الفردية التى لا تتطلب الأختلاط الجماعى.
وهناك خطأ شائع عن الشخص الأنطوائى أنه شخص يعانى من مشاكل نفسية، أو أنه معقد بعض الشيئ، غير أن ذلك ليس صحيحا،فالشخص الأنطوائى ليس منعزل بشكل مطلق،وقد يحمل صفات أجتماعية منفتحة وقد يضطر أحيانا"للمشاركة فى حدث ما أو حضور مناسبة أجتماعية ولكنه بشكل عام هو يجد راحته أكثر فى البقاء وحيدا" ولا يميل للتفاعل الأجتماعى.
كيف تتعامل مع الشخص الأنطوائى؟:
1-التعامل مع هذه الشخصية يجب أن يكون بتأنى وحكمة، فالشخص الأنطوائى يحتاج أولا" أن تتفهم طبيعته الشخصية لتتعامل معه بالطريقة التى تناسبه.
2-لا تضغط عليه ليخرج من عزلته ، لكن أولا"عليك أن تحترم خصوصيته ولا تتعجل معه، وكن صبورا" وأمنحه وقتا"كافيا"لتلبية طلبك.
3-أمنحه الشعور بالأمان، فغالبية الأشخاص الأنطوائيين يهربون للوحدة بسبب تعرضهم لصدمات نتيجة التفاعل مع الآخرين فلجأو للأنعزال بسبب فقدان الثقة فى الآخرين، فعليك أن تشعره بالأمان والثقة الكاملة وتطمئنه كى يبقى معك وكن صادقا" معه لتكتسب ثقته هو الآخر بك.
4- كن مستمع جيد له وأمنحه الأهتمام ولا تمل منه،وأحترم آرائه،وقم بجذبه للحديث معك، وأحرص أن يكون حديثك عميق وذو قيمة كى تلفت أنتباهه وتجذبه للحوار معك وذلك من خلال خلق حديث شيق عن الأشياء التى تثير شغفه ،وأسلوب طرح الأسئلة لتشجيعه على التعبير عما بداخله.
2- الشخصية الأجتماعية (الأنبساطية):
وهو عكس الشخص الأنطوائى وهو صاحب الشخصية الودودة ،يتصف بالتفاعل الأيجابى وسرعة الأندماج بالآخرين،ويتميز بالنشاط والحماس الدائم،وتجده أول المشاركين فى المناسبات الأجتماعية،وخلق الأحاديث الجذابة،وأول من تسلط عليه الأضواء فى كل المناسبات،وفى مجال العمل يحب العمل الجماعى لأنه يحرك نشاطه وحماسه أكثر من العمل بشكل فردى،وصاحب هذه الشخصية يكره الوحدة ولا يطيق الجلوس وحيدا"...ومن الناحية العاطفية فهم يجيدون التعبير عن مشاعرهم، ويشاركون أهتماماتهم مع الآخرين.
كيف تتعامل مع الشخصية الأجتماعية؟: هناك أعتقاد خاطيئ عن أصحاب هذه الشخصية من حيث أنهم يبدون أشخاص سعداء أمام الأخرين، وأنهم يعيشون حياة مرحة خالية من الهموم، فالحقيقة أنهم كباقى البشر يعانون من وقت لأخر من الهموم والأحزان ،وأحيانا: من الوحدة ،رغم أنهم محاطون بالناس غالبية الوقت ولكنهم يشعرون بذلك عندما يعجز المحيطين بهم عن فهم رغباتهم وأحتياجاتهم.
1- أصحاب هذه الشخصية من السهل التعامل معهم، والتقرب منهم،ولن تجد صعوبة فى التعرف إليهم، فهم يحبون أن يكونوا محور الأهتمام من الجميع،ويتبادلون أطراف الحديث، ولا يستطيعون الصمت لفترة طويلة.
2- يجذبهم أسلوب والأطراء أصحاب هذه الشخصية ويدفعهم لبذل المزيد من الجهود لنيل أستحسان الأشخاص المحيطين بهم ،وترتفع معنوياتهم عندما بتلقوا الشكر والتقدير لما يقوموا به من أعمال وأنجازات، كما أن التحفيز هو وسيلة ممتازة لتحريك نشاطهم،وزيادة أنتاجيتهم فى بيئة العمل.
3- أصحاب هذه الشخصية لديهم قدرات عالية للتواصل،وفهم الآخرين وهى من نقاط القوة لديهم لذا ينبغى الأنتباه جيدا"لتصرفاتك أمام هذه الشخصية وحركات جسدك وتعبيرات وجهك وطريقة حديثك ويهتمون بالتفاصيل الدقيقة التى لا يلاحظها غيرهم.
3- الشخصية الشكاكة( الوسواسية): وهو الذى يشك فى كل شيئ حوله ،ويحب النظام والكمال فى كل الأمور بشكل مبالغ فيه،ولا يسمح بالوقوع فى الخطأ ويهتم بالتفاصيل الدقيقة بشكل مرضى،ويتسم صاحب هذه الشخصية بالعناد والتشبث بالرأى وعدم المرونة- لديه أفكار صارمة ، يرفض النقد بشكل صارم ولا يؤمن إلا بأفكاره حتى وإن كان ليس بها أساس أو مرجعية، ولا يهتم بأراء الآخرين لأنه يرفض التغيير ويصاب بالغضب عند مناقشته أو محاولة تغيير أفكاره،يحب السيطرة على كل شيئ حوله.
ولكن يجب الأنتباه هنا إلى أن هناك فرق بين الشخصية الوسواسية وأضطراب الوسواس القهرى، رغم التشابه فى الأعراض بينهما فالأشخاص المصابون بأضطراب الوسواس القهرى يعانون من أفكار وهواجس مضطربة وغير حقيقية تؤدى إلى شعورهم بالقلق الشديد،وعدم الأطمئنان مثل وسواس النظافة والتعقيم،حيث تسيطر عليهم فكرة الخوف من الميكروبات،والإصابة بالعدوى وغيرها من الأفكار الغير منطقية،وبالرغم من أدراكهم لذلك ،إلا إنهم لا يستطيعون السيطرة على تلك الأفكار،بينما الشخصية الوسواسية هى شخصية حادة الطباع تتبع نظام صارم وقواعد شديدة التنظيم وتفرضها على الآخرين بالإضافة إلى تشدده فى التمسك بأفكاره ورفض الإنفتاح على الأفكار الجديدة.
كيفية التعامل مع الشخصية الوسواسية: يعتبر التعامل مع الشخص الوسواسى من الأمور الصعبة ،بسبب تصرفاته المتشددة وشكوكه الزائدة وإنعدام المرونة لديه فى التعامل ،لذا فهو يتعامل يحتاج إلى طريقة خاصة للتعامل معه.
1-أذا كان شخصا" مقربا" منك ولا ترغب فى خسارته فعليك أن تتحمل مخاوفه ولا تحاول إنتقاده أو تسخر منه ،ولكن عليك إستيعاب مخاوفه ومساعدته فى تنظيف وترتيب الأشياء،أذا كان مصابا" بوسواس النظافة ، بدلا" من أن تسخر منه أو تستهزيء بمشاعر ه القلوقة.
2- قم بطمأنته وأدعمه عندما تشعر بإنه يعانى من الضغط النفسي بسبب شكوكه الزائدة ومخاوفه، ولا تعلق على تصرفاته الوسواسية حتى لا يشعر أنه شخص مكروه أوغير مرغوب فيه.
3- قم بالتركيز على الجانب الجيد من تلك الشخصية ودرب نفسك على التكيف مع طباعه إذا كنت مضطرا"للتعامل معه.
4- تجنب التعامل معه عندما لا تكون فى حالة نفسية جيدة حتى لا تصطدم به.
4- الشخصية العصبية:
ويتميز أصحاب هذه الشخصية بسرعة الأنفعال والغضب،وعدم الأستقرار العاطفى والشعور المستمر بالقلق،والإنزعاج من أقل الأشياء،وهم غالبا" ما يعانون من صعوبات فى التواصل مع الآخرين،ويمكن أن تكون هذه العصبية لأسباب وراثية، أو مكتسبة بسبب ضغوطات الحياة اليومية وأصحاب هذه الشخصية العصبية دائما"ما يعانون من مشكلات مع الأخرين،بسبب أنفعالاتهم الزائدة وعصبيتهم المبالغ فيها،حيث أنهم يتميزون بالتشدد فى أرائهم ،والتمسك الحاد بوجهات نظرهم ولا يقبلون تغييرها حتى وإن لم تكن صحيحة، وقد يصل الأمر عندهم إلى أستخدام أساليب سلبية كالعنف والضرب وتكسير الأشياء نتيجة فقد السيطرة على أنفسهم،وعدم القدرة على التحكم فى إنفعالاتهم الغاضبة.
كيف تتعامل مع الشخصية العصبية ؟:
1- أبتعد عنه وقت الغضب ولا تحاول مناقشته اوجداله،وأتركه حتى يهدأ تماما"، ثم أختار الوقت المناسب وعندها يمكنك عتابه أو مناقشته فى الأمر بأسلوب هادىء ومرن.
2- كن لطيفا" معه وأختار كلماتك بعناية وأنتقى الجمل اللطيفة أثناء عتابك له ،وسوف يلين قلبه، فالشخص العصبى غالبا" مايحمل قلبا"طيبا"وعند شعوره أنه أخطأ بحقك سوف يعتذر منك بنفسه.
3- فى حالة غضبه ألتزم بهدوئك معه ،ولا توجه له أى إنتقاد أو لوم، خاصة أمام الجميع، لأن ذلك سوف يؤدة إلى أنهيار العلاقة بينكما.
4- توقف عن المناقشة إذا شعرت أن النقاش سوف يتطور ويصبح حاد، وقم بتغيير الحديث لموضوع آخر، ولا تحاول نصحه أثناء عصبيته لأنك ستزيد الأمر سوء، تفهم وضعه وتقبل غضبه وأمنحه وقتا"كافيا"ليهدأ واصل حديثك معه.
5- الشخصية المظلومة (الضحية): وصاحب هذه الشخصية يحب أن يعيش دائما" فى دور الضحية،وأنه الشخص المظلوم من الجميع وأنه ضحية للظروف والبيئة المحيطة، وأنه الوحيد الذى يعانى من الصدمة والخذلان ممن حوله من الناس، ويرغب دوما" فى رؤية مشاعر التعاطف والشفقة من الآخرين، ولا يكف عن الشكوى من كل شيئ ولا يتوقفون عن اللوم لظروفهم وسوء حظهم وأنهم أشخاص كتب عليهم الشقاء والمعاناة وأنهم لا حيلة لهم وأنهم عاجزون عن فعل أى شيئ، فهم من يقومون بتضخيم الامور وتكبير حجم المشكلات وإن كانت صغيرة، ويتصفون بالتفكير السلبى، والتوقعات السيئة ونظرية المؤامرة وأن كل شيئ حولهم يعمل ضدهم. ولكن الحقيقة بعكس ذلك فصاحب هذه الشخصية عادة ما يرغب أن يعيش فى هذا القالب برغبته حتى وإن لم يكن هناك دواعى أو أسباب منطقية تؤكد صحة إعتقاده.
كيف تتعامل مع الشخصية المظلومة؟:
1-لا تتفاعل مع شكواه ولا تأخذها بشكل جدى أو شخصى ولا تحمل نفسك أى مسئولية تجاهه هو فقط يريد أن يعيش فى دور الضحية ويستمتع بذلك.
2- تجنب إظهار التعاطف والشفقة لأنك سوف تجعله يتمادى لمزيد من المشاعر الحزينة لكى يستجدى عواطفك.
3-لا تحاول نصحه أو تقديم الحلول لمشاكله، ولكن أستخدم أسلوب المبالغة والتهويل، حتى تدفعه لأيجاد حل من داخل نفسه وتحفزه على الأعتراف بأن الأمر ليس بهذ السوء، وأنه بإمكانه أن يجد حلا" مناسبا"ويكون له دور فى معالجة الأمر.
4- ساعدهم على التفكير فى حلول منطقية لما يؤرقه ولكن بأسلوب غير مباشر من خلال إبرازمدى قدراته وتجربة إستخدامها فى مواجهة مشكلاته وقم بلفت نظره إلى إنجازاته السابقة وشجعه وأدعمه بالأفكار الأيجابية.
5- ضع الحدود بينك وبينه عندما يحاول أن يضعك فى دائرة أتهاماته، وأنك مسئول عما يعانيه ، فصاحب هذه الشخصية دائما" ما يسعى للهروب من تحمل المسئولية، والبقاء فى منطقة الأمان، وبعيد عن إتخاذ أى قرار، وأنه ليس بوسعه أن يفعل شيئ تجاه نفسه ، وإذا كنت من المقربين، فسوف يحاول أن يحملك جزء من المسئولية لكى يشعرك بالذنب تجاهه فأحذر أن يضعك فى هذا المأزق.
تعليقات
إرسال تعليق
هل كان مفيدا"؟أ أكتب نعم او لا